طفوله رسول الله صلى الله عليه وسلم
فى مجموعه من الحكايات
صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين افضل الصلوات
حكايه زواج هاشم
عندما أشتد الفقر والجوع بالناس فى مكة فكر عمرو بن مناف ( هاشم جد النبي ) في أمر يفرج به عن أهله فكان يسافر إلي الشام صيفا و في الشتاء إلي اليمن لكي يتاجر و يتأتي بالطعام إلي قومه فكان أول من علَّم أهل مكة التجارة إلي الشام و اليمن و قد ذكر الله تعالي هاتين الرحلتين في سورة قريش ،
و في إحدي المرات وعندما كان هاشم مسافراً إلي الشام مر بيثرب _ المدينة _ فتزوج سلمي بنت عمرو إحدي سيدات بني النجار و تركها وهي حامل بإبنه عبد المطلب لتلد بين أهلها الذين كانو قد اشترطوا عليه أن تلد سلمي بينهم
حكايه بئر زمزم
و مرت الأعوام,وولدت سلمى بنت عمرو عبد المطلب بن هاشم جد النبى صلى الله عليه وسلم, وكبر عبد المطلب, و قدر الله له أن يعيش فى مكة بلد أبيه , وكان عبد المطلب يسقى الحجيج الذين يأتون للحج بمكة , ويقوم بخدمة بيت الحرام , فالتف الناس حوله , وجعلوه زعيما لهم. وكان عبد المطلب يحب بيت الله الحرام , وكان قد سمع عن بئر زمزم التى حفرت , فتمنى أن يعرف مكانها ليعيد حفرها من جديد. و فى ليلة من الليالى,رأى عبد المطلب فى المنام من ينادى عليه قائلا: احفر بئر زمزم . وتكرر هذا الأمر أكثر من مرة , و رأى مكانها فى المنام. فأخبر قومه بذلك فاستهزئوا به , ولم يصدقوه , و لم يكن عند عبد المطلب إلا ولد واحد , إسمه حارث , فطلب منه أن يساعده فى حفر البئر , فقام عبد المطلب وابنه الحارث يحفران بئر زمزم .
نذر عبد المطلب
وعندما أعيدت البئر مرة أخرى , قاسمه قومه فيها , فأحس بالظلم والضعف , فقد شاركه قومه فى البئر التى حفرها , لأنه لا أولاد له إلا حارث , فرفع عبد المطلب يديه إلى السماء , يدعوا الله تعالى أن يرزقه عشرة من الأولاد .
و نذر إن أعطاه الله عشرة من الأبناء أن يذبح واحدا منهم , تقربا إلى الله تعالى .
و كان ذلك بالطبع قبل الإسلام , ولم يكن يعرف عبد المطلب أن ذبح الولد الحرام , و لكنه كان يقصد أن يتقربب إلى الله يذبح أغلى من عنده وهو ولده .
حكايه الذبيح
أتعرفون أن عبد الله والد الرسول كان سيذبح ؟
لقد مرت سنوات على عبد المطلب, و قد إستجاب الله دعاءه , و حقق رجاءه , فقد رزقه عشرة من الأولاد , فأحس بنعمة الله , و فرح فرحا شديدا , فإن أولاده سيساعدونه , و يكونون له عونا , لأن العرب فىالجاهلية كانت القوة هى التى تسودهم , فالقوى يأكل الضعيف , و لكن ظهر الحزن على وجه عبد المطلب , فقد تذكر نذره و وعده أن يذبح واحداً من أولاده إن رزقه الله عشرة من الأولاد . و قرر عبد المطلب أن يضحى بأحد أولاده , كما وعد الله بذلك , وفكر عبد المطلب من يذبح من أولاده؟ ولكنه ترك الأمر لله , فأجرى قرعة بين أولاده , فكانت المفاجأة , لقد خرج سهم عبد الله أصغر أولاده , و أحبهم إلى قلبه , فأعاد القرعة , و لكنها كانت كل مرة تخرج على عبد الله.
فداء عبد الله
فظل عبد المطلب مهموما, ماذا يفعل ؟ لقد خرجت القرعة على أحب أولاده إليه و أصغرهم , إنه عبد الله فاستشاره قومه , فأشارت عليه كاهنه أن يفتدى ولده بالإبل , وعمل عبد المطلب بنصيحة الكاهنة , فكانت القرعة تخرج على عبد الله , فكان يزيد عدد الإبل , حتى بلغت مائة , و عندئذ وقعت القرعة على الإبل , فذبح عبد المطلب مائة من الإبل , فداء لولده عبد الله , ووزعها إلى الفقراء و المساكين , و أطعم أهله و عشيرة , و أعم أهله وعشيرته , و حمد عبد المطلب الله على نجاة إبنه عبد الله , فأخذه فى حضنه , و غمرة بعطفة وحنانه,
حكايه زواج عبد الله
و كبر عبد الله بن عبد المطلب , و كان أكرم شباب قريش , و أحسنهم أخلاقا , و أجملهم منظرا , و رأى عبد المطلب ولده قد كبر , ففكر فى أن يزوجه , لأن الزنى كان منتشرا بين العرب فى الجاهلية , لكن عبد المطلب كان يربى أولاده على العفة و الطهارة , فرشح له عبد المطلب أن يتزوج آمنة بنت وهب ، أطهر نساء بنى زهرة و سيدتهم . و تزوج عبد الله من آمنة ، و كانت مكة كلها فرحة بهذا الزواج المبارك بين رجل صالح و إمرأة صالحة . و عاش عبد الله مع آمنة بضعة شهور ، و استأذنها فى الخروج للتجارة ، و لكن عبد الله مات فى الطريق فى المدينة ، و كانت آمنة حاملا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لما عادت القافلة إنتظرت آمنة زوجها ، و لكنه لم يعد , فقد علمت أنه مات , فحزنت عليه حزنا شديدا , و حزن عليه أبوه عبد المطلب , و انتظر الجميع ميلاد ابن عبد الله .
حكايه حادثه الفيل
و مات عبد الله ، و عاشت آمنة فى بيت زوجها تنتظر مولودها . و فى يوم من الأيام ، خرج أهل مكة خائفين , فقد علموا أن أبرهة قد آتى بجيش كبير يتقدمه فيل ضخم ليهدم الكعبة بيت الله الحرام , وكان أبرهة قد أخذ إبلاً لعبد المطلب , فطلب عبد المطلب أن يقابله , فلما كلم عبد المطلب أبرهة , قال له: لقد أخذت إبلاً منى , فردها إلى . فقال إبرهة: حسبتك جئت لتقول لي لا تهدم البيت الحرام . فرد عليه عبد المطلب . أما الإبل , فأنا صاحبها , وللبيت رب يحميه .
و كان أبرهة يقصد بهدم الكعبة أن ينصرف الناس عنها , ليحجوا إلى الكنيسة التى بناها فى اليمن . و خرج أهل مكة إلى الجبال , و دخل أبرهة بجيشه, ومعه فيل ضخم , و تقدم نحو الكعبة ليهدمها , و لكن الله أمرالفيل ألا يتحرك , و رقد الفيل , فكانوا يضربونه , و لكنه أصر على ألا يتحرك , و أرسل الله طيرا صغيرة , تحمل فى أرجلها حجارة من نار , تقتل جيش أبرهة , و حمى الله البيت الحرام من الهدم .
حكايه ميلاد الرسول(ص)
و فى نفس عام الفيل , يوم الإثنين , الثانى عشر من شهر ربيع الأول عام 571 م , خرجت ثويبة الأسلمية خادمة أبى لهب بن عبد المطلب تسرع إلى سيدها , و تبشره بميلاد إبن أخيه , ففرح فرحا شديدا, إذهبى فأنت حرة
و قد كافأ الله أبا لهب لصنيعه هذا , فإنه - سبحانه - سيخفف عنه العذاب يوم القيامة كل يوم اثنين , لأنه فرح بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم , و أعتق خادمته
و كانت الشفاء بنت عوف بن الحارث أم عبد الرحمن بن عوف هى التى تولت ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم فى بيت أبى طالب